العاصمة الإدارية الجديدة في أول رسالة ماجستير.. ذكية مستدامة صديقة البيئة ومنخفضة الكربون.. نصيب الفرد من المساحات الخضراء 15م2 محطات معالجة المياه لري المسطحات ومنظومة صرف الأمطار لمواجهة السيول ومحطات للطاقة الشمسية أعلى العمارات
حصل الباحث هيثم المحمدي إبراهيم عاشور، بكالوريوس الهندسة مدنى بالكلية الفنية العسكرية، على رسالة ماجستير بعنوان ” تطبيق آليات التخطيط للمدن الذكية المستدامة بالمناطق الصحراوية، وذلك تحت إشراف د. نهي سمير دنيا أستاذ الهيدروليكا وعميد كلية الدراسات العليا والبحوث البيئية جامعة عين شمس، د. داليا شبل أستاذ الهندسة المعمارية المساعد بكلية هندسة كفر الشيخ، د. حاتم حسن عامر أستاذ متفرغ بقسم طبيعة الجوامد المركز القومي للبحوث وتكنولوجية الإشعاع هيئة الطاقة الذرية.
تناول الباحث في دراسته محددات التصميم بالصحراء المصرية ( الطبيعية – الاقتصادية – السياسية – الاجتماعية – المشيدة )، وكذلك المفاهيم الخاصة بالمدن الذكية المستدامة ومحاور التنمية المستدامة وآثارها على الأبعاد العمرانية .
كما تناول البحث التجارب العالمية في مجال المدن الذكية المستدامة والمعايير التي آلت إليها تلك التجارب .
العاصمة الإدارية الجديدة ومؤسسات الدولة
التحديات التي واجهت العاصمة الإدارية
تمكن الباحث من استعراض الدراسة التطبيقية على العاصمة الإدارية الجديدة، حيث تضمن الاستعراض التحديات التي واجهت العاصمة الإدارية بانتشار فيروس كورونا، والحرب الروسية الأوكرانية، وما تبعها من اهتزاز الاقتصاديات العالمية، وأيضاً التشكيكات التي تم توجيهها للدولة عندما قررت تنفيذ المشروع بسواعد أبنائها، بجانب التخطيط الذكي والمستدام للعاصمة الإدارية الجديدة.
وذكر الباحث ما يتضمنه التخطيط المستدام بالعاصمة الإدارية زيادة المسطحات الخضراء، وتدوير المياه واستخدامه الطاقة الشمسية والحكومة الإلكترونية، وصرف مياه الأمطار وشبكة الطرق والمحاور الواسعة ومنظومة النقل الذكي المستدام الصديق للبيئة وشبكه معلومات ذكية للمرور وضد حوادث السرقة والحريق والمنشآت التعليمية والجامعات والمدارس الدولية بأعلى أساليب التعليم والتكنولوجيا ومدينة المعرفة وكذلك الاهتمام بإنشاء المراكز التجارية العالمية والمعارض الدولية والتي تشجع التبادل التجاري والاستثمار والاقتصاد الأخضر والمدينة الفضائية والمنشآت الصحية والترفيهية .
الباحث هيثم المحمدي ابراهيم عاشور
نصيب الفرد من المساحات الخضراء 15 م2
توصل الباحث الى مجموعة من النتائج منها، من خلال دراسة المخطط العام لإجمالي المسطحات الخضراء بالعاصمة الإدارية الجديدة فإنه يصل نصيب الفرد من المساحات الخضراء بالعاصمة الإدارية الجديدة إلى 15 م2 وهو معدل جيد جداً في ظل البيئة الصحراوية، وقلة المقنن المائي، بالإضافة إلى الطريقة المستدامة في الزراعات بعملية تدوير المياه ومن خلال دراسة تخطيط الطرق بالعاصمة الإدارية فإن السيارات والحافلات المتحركة بالطرق الرئيسية وحتى الشاحنات المتحركة بطرق الخدمة يمكنها التحرك بكل سهولة ويسر لتقلل من زمن الرحلة لأقصى درجة ممكنة وتقلل من انبعاثات الكربون الناتج من المركبات المختلفة .
شبكة طرق صديقة للمشاة والدراجات
وأضاف الباحث، تتميز شبكة الطرق الفرعية والداخلية بالعاصمة الإدارية، بأنها صديقة للمشاة والدراجات حيث مخصص 40 % من شبكة الطرق بالعاصمة الإدارية للمشاة والدراجات وتركات للجري، ومخصصة تلك المساحة على جانبي كل طريق وتتميز بدرجة كبيرة من الأمان ونذكر منها على سبيل المثال الممشى الجانبي للنصب التذكاري كذلك إنارة طرق العاصمة الإدارية الجديدة هو الأفضل عالمياً من حيث استخدام أعمدة الهاى ماست والتي تعمل بالطاقة الشمسية وتستخدم كشافات الليد قوية التركيز
في الإضاءة، كذلك تسهم وسائل النقل الذكي بالعاصمة الإدارية الجديدة في تحسين نوعية الحياة وتقدم الحلول للعديد من مشاكل التنقل في المدن كالازدحام المرورى وارتفاع مستويات التلوث وزيادة وقت التنقل بالإضافة إلى استهلاك الطاقة.
الحي الحكومي بالعاصمة الإدارية
نظام الحوكمة الإلكترونية بكفاءة
واستكمل الباحث من ضمن النتائج تخطيط الحي الحكومي اشتمل على كافة المرافق والخدمات من مطاعم وكافيهات ومحور مركزي أخضر يتضمن نوافير وبحيرات، بالإضافة إلى ساحات انتظار سيارات وجراجات دورين أسفل المباني الوزارية التي تستوعب كثافة الموظفين داخل الحي، كما يوفر الحي الحكومي نظام الحوكمة الإلكترونية بكفاءة ويتضمن عدد من مباني السنترالات والداتا سنتر والتي تخدم تكنولوجيا الاتصالات والتحول الرقمي أيضاً كذلك أعمال التشطيبات للواجهات الخارجية للحى الحكومي متوافقة مع البيئة وهى عبارة عن رخام وزجاج « دبل جلاس» العاكس للحرارة والعازل للصوت .
عناصر الاستدامة والذكاء
وكذلك تخطيط الأحياء السكنية بالعاصمة الإدارية الجديدة تضمن العديد من عناصر الاستدامة والذكاء مثل تركيب وحدات الطاقة الشمسية أعلى جميع العمارات السكنية وشبكات الري المربوطة بمحطات معالجة مياه الصرف الصحي بالإضافة إلى إنشاء الوحدات السكنية على نسبة 20 % فقط من المساحة والباقي هي نسبة الطرق واللاند سكيب، وهو أعلى معايير البناء العالمية في مجال المدن الذكية المستدامة .
أفضل المدن الذكية المستدامة
وتابع الباحث من ضمن النتائج أن تخطيط وتنفيذ العاصمة الإدارية الجديدة به الكثير من المميزات الأخرى التي شهد بها العالم أجمع بأنها ستكون من أفضل المدن الذكية المستدامة رغم كبر مساحتها التي تتجاوز مثلاً مساحة دولة سنغافورة والتي يمكن استعراضها من خلال الآتي:
محطات المعالجة وتدوير المياه بالإضافة إلى تطبيق نظاماً للمراقبة لتخفيض استعمال المياه والمواد الكيماوية المستهلكة لمعالجة المياه وتتضمن مراقبة نقاوة المياه والاستخدام الأمثل للمياه ومحطة للطاقة الشمسية لإنتاج طاقة من الموارد المتجددة وبدون تلوث تفي باحتياجات العاصمة الإدارية الجديدة من الكهرباء ومنظومة لصرف مياه الأمطار بخلاف منظومة الصرف الصحي وذلك لمجابهة أخطار السيول والأمطار الكثيفة .
البرج الأيقوني في العاصمة الإدارية
وأشار الباحث إلى أن هناك بعض التحديات والمصاعب التي واجهت إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة ومنها انتشار فيروس كورونا والحرب الروسية الأوكرانية وما تبعها من اهتزاز الاقتصاديات العالمية والتشكيك في قدرة مصر وكوادر المخططين والمنفذين والمهندسين من أبنائها على التخطيط والتنفيذ الجيد للعاصمة الإدارية الجديدة، لكن مصر أعطت درساً في التخطيط والتنفيذ الجيد للعالم أجمع فخلال سنوات قليلة تحدت أم الدنيا الجميع، وأعلنت قرب الانتهاء من المرحلة الأولى للعاصمة الإدارية الجديدة على مساحة 40 ألف فدان.
رفع كفاءة استخدام الطاقة
قسم الباحث التوصيات الى ثلاثة مستويات ما هو خاص بالدولة، وهي ضرورة رفع كفاءة استخدام الطاقة عن طريق استخدام السخانات الشمسية وتفعيل دور الخلايا الشمسية في توليد الطاقة وكذلك إنشاء جهاز إداري بالعاصمة الإدارية الجديدة مسئول عن إعادة التدوير بشكل آمن كإعادة استخدام العبوات والأكياس والمخلفات الصلبة ثم توفير منحدرات لذوى الاحتياجات الخاصة بالنسب القياسية في جميع مكونات العاصمة الإدارية الجديدة وتوفير امتيازات للمباني التي تحقق الاستدامة المطلوبة تشجيعاً من الدولة لتعميم تلك الأفكار وتفعيل دور المؤسسات والجمعيات الأهلية التي تعمل على تطبيق مفاهيم الاستدامة.
ماكيت العاصمة الإدارية الجديدة
التوسع في استخدام السيارات الكهربائية الصديقة للبيئة
في التنمية العمرانية وتحقيق معايرها ومبادئها وصولاً لبيئة تحقق متطلبات الإنسان الاجتماعية والنفسية والتوسع في استخدام السيارات الكهربائية الصديقة للبيئة بفتح خطوط إنتاج داخل المناطق الصناعية القريبة من العاصمة الإدارية الجديدة مع توفير محطات شحن كهربائية وتشجيع السكان ببعض الامتيازات لاقتناء هذا النوع من السيارات وإنشاء بعض الجراجات متعددة الطوابق والجراجات الميكانيكية في الأماكن والأحياء السكنية وضرورة الاهتمام بتدوير المياه على نطاق أوسع بإنشاء محطات معالجة صغيرة على أطراف العاصمة في اتجاه معاكس للرياح السائدة وإعفاء مالكي الوحدات السكنية التي بها وحدات بالطاقة الشمسية من دفع فواتير الكهرباء حيث أن تلك الوحدات الشمسية مربوطة بشبكة الكهرباء العامة خاصةً أنها تمد الشبكة بمخزون كهربائي أكثر من استخدام الساكنين وتوسيع نطاق عمل الدفع الإليكتروني في جميع المحال التجارية والعيادات والمكاتب الإدارية ومحطات الوقود والمطاعم والكافيهات والفنادق.
المسطحات الخضراء في العاصمة الإدارية الجديدة
ضرورة الأخذ بمعايير الاستدامة وتطبيقها
واستكمل الباحث إما على مستوى المخططين والمهندسين، ضرورة الأخذ بمعايير الاستدامة وتطبيقها عند تخطيط المدن الجديدة يؤثر بشكل إيجابي على نجاح المدينة وتوفر الموارد وتحقيق رفاهية المستخدمين، وكذلك استخدام مواد البناء الصديقة للبيئة قليلة الانبعاثات الكربونية والقريبة من مواقع الإنشاء والتي يمكن إعادة تدويرها .
وأما على مستوى المستخدمين، أوضح الباحث أن المشاركة الشعبية لها دوراً هاماً في تحقيق الاستدامة من خلال إدراك المواطنين لموارد بلادهم وكيفية الحفاظ عليها وحق الأجيال القادمة من تلك الموارد ثم ضرورة رفع كفاءة استخدام المياه عن طريق استخدام أجهزة وأدوات صحية تعمل بتدفق أقل للمياه ومستشعرات وتوفير أماكن لتجميع مياه الأمطار وإعادة استخدامها في ري الزراعات واستخدام النباتات والأشجار قليلة الاحتياج للمياه .