دراسة علمية تكشف عن خطر مشروعات طاقة الرياح بجبل الزيت يهدد سلامة الطيور المهاجرة

تقع منطقة جبل الزيت على مسافة 400 كيلو متر من محافظة القاهرة على خليج السويس الشاطئ الرملي وتضم هذه المنطقة ثلاثة مشروعات لطاقة الرياح قدرتها 580 ميجاوات، بحوالي 290 توربينه، ارتفاع التوربينة الواحدة 100 متر، وتعد هذه المنطقة هي المعبر الأساسي للطيور المهاجرة في موسمي الخريف والربيع.

تواجه المنطقة مشكلة حقيقية نتيجة لتكوين مشروع طاقة الرياح وما تتضمنه من تربينات مرتفعة لها حركة ميكانيكية دائرية وبما أن الطيور المهاجر الحوامة ذو أحجام كبيرة لا تستطيع الطيران، نتيجة قطع مسافات طويلة فيحدث أن تتعرض لخطر اصطدامها بالتوربينات الهوائية أو الاحتجاز داخل المشروع أو في حالة تغير مسارها تكون في اتجاه عكس الرياح مما يدفعها الى البحر، وبالتالي يزداد تعرضها للخطر بشكل أكبر ومن هنا تم طرح تساؤلا رئيسيا هل محطات إنتاج الكهرباء تمثل خطراً بيئياً على الطيور المهاجرة – وهل من الممكن تبني استراتيجية تقلل من هذا المخاطر .

جاء ذلك خلال رسالة الدكتوراه في العلوم البيئية بكلية الدراسات العليا والبحوث البيئية بجامعة عين شمس، للباحثة نفيسة حسن أحمد، بعنوان: استراتيجية مقترحة لإدارة المخاطر البيئية لمشروعات طاقة الرياح في منطقة جبل الزيت، وذلك تحت إشراف د.سيد محمود الخولي، رئيس قسم إدارة الأعمال بكلية التجارة بجامعة عين شمس، ود.محمد صلاح السبكي، أستاذ الهندسة الكهربائية بجامعة القاهرة.

ويهدف البحث الى تحديد المخاطر، ومن ثم تحقيق أهداف التنمية المستدامة في نشر الطاقة النظيفة، لتخفيض الانبعاثات الكربونية، وكذلك الحافظ على التنوع البيولوجي والحفاظ على البيئة.

الباحثة نفيسة حسن أحمد

مجموعة من الفروض

أولا: توجد علاقة أثر معنوية ذات دلالة إحصائية لأبعاد استراتيجية إدارة المخاطر على الإدارة البيئية ” وهي السياسات واللوائح وتطوير مؤشرات للحفاظ على التنوع البيولوجي والرقابة البيئية على المشروعات.

ثانيا : توجد علاقة أثر معنوية لأبعاد الإدارة البيئية على خفض هذه المخاطر والأبعاد هي ” التخطيط والتنفيذ والمراجعة والتقييم والتحسين المستمر.

ثالثا: توجد علاقة أثر معنوية لاستراتيجية إدارة المخاطر على المخاطر البيئية في وجود الادارة البيئية .

واستكملت الباحثة، أنه بعد اختبار صحة هذه الفروض، تبين وجود علاقة أثر معنوية ذات دلالة احصائية لأبعاد استراتيجية إدارة المخاطر على الإدارة البيئية، حيث خسرت مجتمعة معاً 65 % من التغير الحادث في الإدارة البيئية، كما توجد علاقة أثر معنوية لأبعاد الإدارة البيئية مجتمعة معاً على خفض المخاطر، حيث خسرت هذه الأبعاد ما نسبته 77.8 % من الخفض كما توجد علاقة أثر معنوية  لأبعاد استراتيجية مقترحة على تقليل المخاطر حيث أنها أيضا خسرت مجتمعة معاً ما نسبته 71.7 % من الخفض.

 النتائج

توصلت الباحثة الى مجموعة من النتائج، أهما أنه بالفعل تتعرض الطيور المهاجرة في منطقة جبل الزيت الى عدة مخاطر الاصطدام بالتوربينات وخطر الاحتجاز بين التوربينات وخطر تغير مسار الهجرة .

وأهم الأهداف الاستراتيجية المقترحة لخفض هذه المخاطر في ضوء نتائج البحث هي:

أولا: استراتيجية لتطوير السياسات والإجراءات التي تضمن التنسيق بين الجهات الحكومية المعنية في هذا الشأن والعمل على التخطيط التنموي المستدام للمنطقة.

ثانيا: تعظيم الاستفادة من اهتمام الدولة بتطبيق معايير الاستدامة البيئية إزالة التنسيق والتعاون بين الجهات لتطوير معايير للحفاظ على التنوع البيولوجي.

ثالثا: الاستفادة من توافر التمويل الأخضر وإعداد مشروع تطبيق نظام الإدارة البيئية للمشروعات وتعزيز دور الرقابة البيئية الدولية على المشروعات.

التوصيات :

انتهت الباحثة بعدد من التوصيات، وهي ضرورة إجراء دراسات أوسع وأكثر شمولاً للمخاطر البيئية، لكافة المشروعات بمنطقة خليج السويس، حيث أن هناك مشروعات أخرى خلاف مشروعات جبل الزيت تحتاج إلى العناية بها، كذلك تطوير استراتيجيات للحفاظ على التنوع البيولوجي على المستوى الوطني للاستفادة بالمعايير ثم الاهتمام بالنشر الدولي لمجهودات وإسهامات مصر للحفاظ على التنوع البيولوجي في القطاعات الاقتصادية المختلفة.